17فبراير

وزارة الثقافة تسبق الأدباء في مبادراتها.

حوار – ساره العَمري

يبذر الحروف في أرض الثقافة لتثمر لنا كلمات، بل وإنتاجات تدعم أجيال قادمة، وكما عرف بنفسه «كشاف المواهب» الباحث عن المعاني بين حقول الجمال، حاتم الشهري، وكيل أدبي، ووسيط المؤلفين داخل أروقة دور النشر، كاتب متفان بخدمة مشهده السعودي. وقد دار بيننا حوارٌ شيقٌ، ومتسع، فيما يخص النشر والترجمة، ومفهوم الوكيل الأدبي، وبدأ حديثنا حول المؤلف، وكيف يمكن، من خلال الخبرة التي يمتلكها الأستاذ «حاتم» في هذا المجال، التعرف على الكاتب الجيد من غيره؟ ومن يستحق أن يبرز؟ ومن يحتاج للترّوي قليلاً؟ قال:» بالنسبة للخبرة والمعرفة، نستطيع أن نعرف الجيد من خلال استكماله لشروط وأسس الفن الذي كُتب فيه الكتاب، ولاحقا، ثناء النقاد عليه، وأما من ناحية من يستحق البروز؟ فأعتقد أن الكل يستحق أن يبرز، ويجب أن تتاح الفرصة للجميع، والزمن كفيل بغربلة الذي لا يستحق، وسوف يلتهمه حوت النسيان. أنا أعوّل كثيرا على المتلقي في إزاحة أسماء كثيرة. المتلقي بنفسه يغربل المشهد».
وفي ذات الارتباط بسابقه، تم التطرق إلى دُور النشر، وربحيتها في كل الحالات، وجرنا تساؤل مفاده: أليس ربح الدور في نشر كتاب جيد ومؤثر هو ربحٌ؟ وأيضاً، حمايةً للمشهد الثقافي من عدد الطبعات المزيفة، فقال في ذلك:» هما داران في عالم النشر: دار نشر علمية مثل دار نشر «هارفرد وكامبردج»، وجامعة الملك سعود وغيرهم، والثاني، دار نشر تجارية مثل كل الدور الأخرى، وهذا المسمى الأخير هو الاسم العلمي لها، فإذا عرفنا أنها دور نشر تجارية، بطل العجب في طريقة تعاملها في نشر الكتب».
وعن رأيه في إذا ما كنا سنرى يوماً هيئة خاصة للوكلاء السعوديون، مثل هيئة الصحفيين وغيرها؟ فرد: « أتمنى ذلك، لكن لا أتوقعه، ربما جمعية مثل جمعية الترجمة وجمعية الفلسفة. والحقيقة في الوقت الراهن، نحن بحاجة إلى التفاف الوكلاء الأدبيين مع بعضهم، وعقد اجتماعات دورية فيما بينهم؛ من أجل تبادل الخبرات والمنفعة».
ولا يخفى على أي مهتم بالمنظومة الأدبية، بشكل خاص، أهمية الورش وفاعليتها، ولكن هناك آراء كثيرة، بالتحديد، حول قصور المدة المطروحة لهذه الورش؛ فمن خلال التجربة، تحدث عن كفاية المدة الزمنية لإيصال الموضوع فهماً وتطبيقاً وإتقاناً، وهو يراها كافية نوعا ما؛ لأن المستهدفين في هذه الورش ليسوا الناس الذين لا يعلمون ماهية التأليف والنشر أصلا، ولكن أغلب المشاركين، عموما، لديهم الأسس الكافية في هذا العلم؛ ولذلك، تأتي هذه الورش بمهمة تنويرية وتثقيفية أكثر من كونها مهمة تعليمية. إن هذه الورش وغيرها لا تخرّج كتّابا هم في الأساس ليس لديهم الاستعداد الفطري لموضوع الكتابة، كما أن كل الناس يتكلمون، لكن ليسوا كلهم خطباء.
وفيما يحتاجه الكُتاب من وزارة الثقافة، والدعم لجيل الكُتاب؛ ليستمروا في حمل الأدب السعودي للمنصات والتتويج، أقول: كوسيط أدبي، الكُتّاب لا يحتاجون شيئا من الوزارة، فلقد وفرت وزارة الثقافة، ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، كل السبل من أجل الارتقاء بالمشهد الثقافي. أعتقد أن الوزارة تريد من المؤلفين أن يواكبوا الوتيرة السريعة المتطورة التي تمشي بها هيئة الأدب والنشر والترجمة.
كنا سابقا في فترة من الفترات نقول: إن المؤلف يسبق المشرع. الآن أعتقد
أن المشرع سبق الفاعلين في المشهد الثقافي بمراحل، وفق خطة واضحة، ومنهجية مدروسة، ونجاحات ملموسة على أرض الواقع.
ومرورًا بالترجمة، ورؤيته لها كأداة وحيدة لنشر أدبنا السعودي، ذكر أنها ليست الترجمة هي الأداة الوحيدة، لكنها الأداة الأكثر نجاعة، بالتوازي مع السينما والمسرح. كما إن تحويل المادة المكتوبة إلى مادة بصرية يسهّل في انتشار الثقافة المحلية بشكل واسع، ويختصر وقتاً بشكل كبير جدا.
وأُعيد القول: بأن الترجمة ليست الأداة الوحيدة، لكن الجهود المبذولة من هيئة الأدب في هذا المجال، تثبت أن هذا القطاع مهم جدا، كمبادرة «ترجم»، وكذلك مبادرة «المرصد العربي للترجمة «، وأضاف: أنه تم التواصل مع جميع الأندية الأدبية بالمملكة؛ لأجل ترجمة أمّيز إنتاجات النادي، ولم يتم التعاون سوى من نادٍ واحد فقط، ففي النهاية نحن جهة خاصة لسنا جهةً تشريعية، ولا نستطيع إرغام الجميع على التعاون.
وعن اقتراح لهيئة الأدب والترجمة والنشر، فيما لو ساهمت في التسويق داخلياً وخارجياً، بتحديد أفضل، الروايات المؤثرة في كل عام، وترجمتها، فقال:» لربما ليس هذا من عمل الهيئة، وربما إحالة هذا الاقتراح لجمعية الناشرين السعوديين.
كلمة حق تقال في هيئة الأدب والنشر والترجمة بقيادة الدكتور: محمد حسن علوان: هي هيئة فتيّة واعدة، أثبتت نفسها في فترة وجيزة، ونقلت المشهد الثقافي السعودي من حال إلى حال».
وأضاف: بأنه قريبًا سيكون هناك فسح فوري للكتب، بعد انتقال أمور الفسح إلى وزارة الثقافة وعن تعاون الوكيل الأدبي مع السينما، ذكر أن هناك نصوصاً إبداعية، ونتمنى ذلك، ونحن الآن نخاطب عدة جهات مسؤولة عن الأمور السينمائية ونأمل من ذلك خيرًا.
وختم «الشهري» حديثه بأن الوكيل الأدبي مرتبط بولادة الإبداع، وبما أننا أمة ولّادة، فلا يوجد فناء للوكيل الأدبي، وأتوقع مستقبلًا أن يتم نمذجة مشاريع الوكيل الأدبي، كما تم مع غيرها من المشاريع؛ فصناعة الترجمة مثلها مثل الصناعات المطروحة، لها اهتمام والتفاتات، وستُثمر عبر السنوات القادمة.

 

نشر هذا الحوار في مجلة اليمامة:
http://www.alyamamahonline.com/ItemDetails.aspx?articleId=13693

    شارك التدوينة !

    عن Hatem Ali

    اضف رد

    لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

    *